مقدمة كتاب فن القيادة والريادة

بسم الله الرحمن الرحيم، ‏ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام‎ ‎على أشرف الأنبياء ‏والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ‏ أما بعد‎..‎، مقدمة السلام عليكم جميعًا، ‏ رحلتى نحو فن القيادة والريادة أود أن أعرب عن خالص امتنانى لجميع قرائى ولكل من حضر ‏إحدى دوراتى التدريبية أو ورش العمل. أتمنى أن تكون أفكارى ‏قد أفادتكم، وأتمنى للجميع النجاح الدائم‎.‎ من هو مصطفى المصرى؟ رحلتى كرائد أعمال بدأت منذ الطفولة، كان العالم من حولى ‏مليئًا بالأعمال الحرة والتجارة، حيث نشأت فى عائلة يغلب عليها ‏حب العمل الحر. كانت والدتى توجهنى بقوة وحزم نحو الاعتماد ‏على النفس ومواجهة التحديات بشجاعة. كانت تقول لى دائمًا: ‏‏'أنت محارب قوى، لا تجعل مصاعب الحياة تهزمك. وإن ‏وقعت، فهذا ليس معناه أنك قد هُزمت، بل العكس، لقد تعلمت ‏درسًا جديدًا.' هذه الكلمات كانت بمثابة نور يهدى خطواتى فى ‏كل مرة أواجه فيها صعوبة‎.‎‏ والدتى، التى عملت فى مجال ‏الديكور والمقاولات، كانت تخشى أن تتركنى صغيرًا فى ‏مواجهة صعوبات الحياة بمفردى. لذلك، كانت تسعى دائمًا إلى ‏تعليمى كيف أعتمد على نفسى. ‏ كانت والدتى تأخذنى معها إلى مواقع العمل وتعلمنى كيف ‏أتعامل مع الحرفيين وأدير الأمور.‏ أود هنا أن ألفت انتباه الآباء بشكل خاص: إذا لاحظت أن أحد ‏أبنائك أو بناتك يظهر اهتمامًا فطريًا بريادة الأعمال ويخلق ‏باستمرار مشاريع وأفكار جديدة، فاعلم أن هذه موهبة لا تُقدر ‏بثمن. حاول تنميتها ودعمها ليتمكن من شق طريقه. لن تندم أبداً ‏على ذلك. لقد كانت لدى دائمًا أفكار تجارية غير تقليدية، وكانت ‏تأتينى رؤى لمشاريع جديدة أو تحسينات على مشاريع قائمة. ‏مهما كانت الصعوبات أو الإحباطات التى واجهتها، فقد منّ الله ‏على بموهبة تحويل الخسائر إلى مكاسب، وهى موهبة تطورت ‏بشكل كبير بعد دراستى لكيفية التعامل مع التحديات وتحويلها ‏إلى فرص. هذه الموهبة، رغم قيمتها العالية، قد تكون مرهقة ‏وتجلب الكثير من الألم، خاصة عندما تتقدم بفكرة لا تجد قبولًا ‏فى البداية، ولكن ترى الآخرين ينجحون بها بعد سنوات. ‏سنناقش هذه التجارب بشكل مفصل فى الفصول القادمة، لكننى ‏أردت أن أشدد على أن موهبة خلق المشاريع ليست مجرد ‏مهارة، بل هى نعمة يجب الاعتناء بها وتنميتها بحذر وحكمة‎.‎ إلى جانب تأثير والدتى الكبير، كان لوالدى أيضًا تأثير غريب ‏فى تشكيل شخصيتى التجارية، رغم قلة النصائح التى قدمها لى ‏فى هذا المجال. عمل والدى فى مجال المجوهرات، ومن خلال ‏هذا العمل تعلمت بعض الأشياء التى أفادتنى فيما بعد فى جميع ‏المجالات التى عملت بها. العمل فى مجال التجارة من خلال ‏المحلات له طابع خاص جدًا، حيث يجب أن تتعلم أساسيات ‏التعامل مع الزبائن وكيفية إدارة محل تجارى يعتمد على البيع ‏بالتجزئة. قد تمر أيام دون أى مبيعات، ولذلك يجب أن تكون ‏حريصًا دائمًا على رأس مالك. من النصائح التى أعطاها لى ‏والدى كانت: "افتح بدرى تحجز رزقك بدرى"، و"زبونك على ‏ما تعوده"، وأيضًا "اعطى العيش لخبازه". سأناقش هذه النصائح ‏بالتفصيل فى الفصول القادمة، ولكننى أحببت أن أنوه إلى أننى ‏قد اكتسبت من خلالها خبرات كثيرة. رحم الله والدى وجعل ذلك ‏فى ميزان حسناته‎.‎ هذه التجارب المبكرة، جنبًا إلى جنب مع قصص جدى مصطفى ‏الذى كان لديه موهبة استثنائية فى البيع، علمتنى أن التجارة ‏ليست مجرد بيع وشراء، بل هى فن التعامل مع الناس وفهم ‏احتياجاتهم. ومن هنا، بدأت فى تطوير مهاراتى التجارية، حيث ‏كنت أقرأ اللافتات الإعلانية لتحسين لغتى العربية وأكتسب قدرة ‏غير عادية على حفظ المواقع التجارية، ما ساعدنى لاحقًا فى ‏كتابة الإعلانات التجارية التى تجذب العملاء‎.‎ فى سن العاشرة، تعلمت أولى مهاراتى العملية عندما علمنى ‏شخص طيب القلب كيفية لصق ورق الحائط. ورغم أننى كنت ‏صغيرًا، إلا أن تلك التجربة زرعت فى داخلى شعورًا ‏بالمسؤولية والانضباط. وفى سن الرابعة عشرة، بدأت فى العمل ‏بمجال الطباعة والدعاية والإعلان، وهو مجال ملىء بالتحديات، ‏ولكن أيضًا بالفرص للتعلم والنمو.‏ عندما بدأت فى مجال الطباعة، كنت أعتقد أن كل شىء يتعلق ‏فقط بتقديم منتج جيد. ولكن مع الوقت، اكتشفت أن النجاح لا ‏يأتى فقط من جودة العمل، بل من القدرة على التعامل مع الناس ‏وفهم احتياجاتهم بشكل عميق‎.‎ تلك السنوات المبكرة شكلت حجر الأساس لشخصيتى كرائد ‏أعمال، حيث تعلمت من خلالها كيف أتعامل مع العمال وأحقق ‏التوازن بين القيادة والصداقة، وكيف أبحث دائمًا عن الجودة ‏بأقل تكلفة لضمان تحقيق النجاح‎.‎ ان رحلتى كرائد أعمال لم تكن مجرد مجموعة من التجارب ‏المتناثرة، بل كانت سلسلة من الدروس المتتابعة. من تلك ‏اللحظات المبكرة التى كنت أساعد فيها والدتى فى أعمال ‏المقاولات، تعلمت أن لكل نجاح ثمن، وأن العمل الجاد هو ‏السبيل الوحيد لتحقيق الأهداف‎.‎ رحلتى العملية.‏ تنقلت خلال فترة شبابى بين العديد من المجالات والأعمال ‏الحرة، حيث دخلت عالم الإنتاج الفنى، والأطعمة السريعة، ‏والملابس، من سن 14 حتى 21 عامًا. كانت تلك الفترة مليئة ‏بالتجارب والتحديات التى صقلت مهاراتى وأثرت فى ‏شخصيتى، حيث لم أترك مجالاً إلا وقد حاولت اقتحامه ‏واستكشافه‎.‎ فى سن 21، بدأت رحلتى كموظف، بعد أن تلقيت نصيحة قيمة ‏من شخصية عزيزة على قلبى، أحد أقاربى المرموقين فى عالم ‏الفندقة. نصحنى بضرورة الاستمرار فى أى عمل كموظف ‏لفترة لا تقل عن عام، لتتمكن من إضافة تلك الخبرة إلى سيرتى ‏الذاتية.‏ أذكر أنه قال لى: "التجربة العملية فى مجال واحد ستكسبك ‏مهارات لا يمكن لأى تنقل بين الوظائف أن يعوضها‎"‎بناءً على ‏هذه النصيحة، تجنبت التنقل المفرط بين الوظائف، ولكننى مع ‏ذلك انتقلت بين عدة مجالات متنوعة، بدءًا من الطيران ‏والبحرية إلى الكمبيوتر والإنترنت‎.‎ من عام 1992 إلى عام 1997، عملت فى عدة وظائف تتعلق ‏بالاستيراد والتصدير والشحن الجوى، مما أكسبنى خبرة كبيرة ‏فى مجال الاستيراد والتصدير. وصلت إلى منصب مدير ‏استيراد وتصدير فى أكثر من شركة كبرى، وتوجت عملى ‏بنجاح كبير. ولكن بعد ذلك، اتجهت إلى مجال تكنولوجيا ‏المعلومات والاتصالات والإنترنت، وهنا كانت أكبر قفزة فى ‏حياتى المهنية، والتى أهلتنى بعد ذلك للبدء فى عملى الخاص ‏مرة أخرى وإنشاء أول شركة لى، ‏ وهى شركة برايت ستار إى جى‎ (Bright Star EG)‎‏.‏ فى هذا الوقت، بدأت أتعرف على مجال التكنولوجيا الذى كان ‏يفتح أبوابه للأشخاص الموهوبين والطموحين. استمريت فى هذا ‏المجال حتى وصلت إلى منصب مدير مبيعات وتسويق فى ‏إحدى الشركات الكبرى، التى يمتلك جزءاً منها أحد القطاعات ‏الحكومية.‏ كانت هذه الفترة من أهم مراحل حياتى المهنية، حيث أكسبتنى ‏الكثير من الخبرات والمهارات. أنهيت عملى فى هذه الشركة فى ‏أواخر عام 1999 وأوائل عام 2000، وبدأت رحلتى فى إنشاء ‏أول كيان تجارى خاص بى‎.‎ رحلتى الريادية‎.‎ بدأت رحلتى الريادية فى سن صغيرة، حيث تعلمت أولى ‏مهاراتى العملية عندما كنت أساعد والدتى فى أعمال المقاولات. ‏فى عمر 14 عامًا، دخلت عالم الطباعة والدعاية والإعلان، ‏حيث اكتسبت مهارات فى إدارة العمال والتحكم فى جودة ‏المنتجات. كان مجال الطباعة مدرسة كبيرة بالنسبة لى، تعلمت ‏فيها كيفية التدقيق فى كل حرف وتصميم قبل الإنتاج، وكيفية ‏التعامل مع عمال الطباعة وتحفيزهم على تقديم أفضل ما لديهم‎.‎ فى أوائل العقد الأول من القرن الحادى والعشرين، أسست شركة ‏برايت ستار اى جى ‏Bright Star EG (BSE)‎، التى ‏أصبحت شريكًا موثوقًا به للشركات الساعية لحلول تكنولوجية ‏متقدمة. تحت قيادتى، توسعت بصمتى الريادية بإطلاق برايت ‏تاتش باد‎ Bright Touchpad ‎فى عام 2010، ثم‎ E-‎Trade EG‏ شركة إى تريد إى جى‎ ‎فى عام 2016، ‏واستمرت رحلتى بتأسيس شركة‎ ‎إين بارتنارز‎ InPartners ‎‏ ‏لتقديم الاستشارات للشركات‎.‎ التحديات والنجاح.‏ لم تكن رحلتى خالية من التحديات. فى كل مرحلة، كان هناك ‏عقبات تعلمت منها دروسًا لا تقدر بثمن. من العمل فى طباعة ‏كروت بسيطة إلى إدارة شركات دولية، تعلمت أن التواضع مع ‏الفئات المختلفة من الناس هو مفتاح النجاح، وأن السعى الدؤوب ‏للابتكار هو ما يحفزنى حقًا‎.‎ خدماتى وكيف أستطيع مساعدتك.‏ مع خبرة تتجاوز 42 عامًا فى إدارة الأعمال، والمبيعات، ‏والتسويق، والخبرة الفنية، أقدم مجموعة واسعة من الخدمات ‏التى تهدف إلى دعم رواد الأعمال والشركات فى تحقيق ‏نجاحهم‎.‎ أتميز فى التخطيط الاستراتيجى وتطوير استراتيجيات تسويقية ‏مبتكرة، مع تحسين عمليات المبيعات لجذب العملاء والاحتفاظ ‏بهم. يمكننى مساعدتك فى تحليل اتجاهات السوق وصياغة ‏استراتيجيات مخصصة تضمن لك ميزة تنافسية ونموًا مستدامًا‎.‎ لقد عملت على قيادة العديد من المشاريع البارزة بنجاح، مما ‏أظهر قدرتى على دفع النمو وتحقيق النتائج فى بيئات معقدة. مع ‏سجل حافل فى إدارة الفرق متعددة الوظائف وتعزيز التعاون بين ‏أصحاب المصلحة المتنوعين، أقدم حلولاً فعالة للتحديات التى ‏تواجهها الشركات، سواء كانت ناشئة أو راسخة‎.‎ تركيزى على الكفاءة التشغيلية، وتحسين الموارد، وتطوير ‏الموظفين يهدف إلى بناء فرق مرنة وعالية الأداء داخل ‏منظمتك. كما أننى ملتزم بتعزيز ثقافة التميز والتحسين ‏المستمر لضمان تحقيق أهدافك على المدى الطويل‎.‎ أقدم أيضًا برامج تدريبية فعالة وعمليات تشغيلية مبسطة ‏لتعزيز الإنتاجية وتحقيق أداء متميز. بفضل خبرتى فى تطوير ‏الأعمال الدولية، يمكننى مساعدتك فى توسعات السوق والتعاون ‏عبر الثقافات، خاصة فى منطقة أوروبا والشرق الأوسط وشمال ‏إفريقيا ومنطقة جنوب الصحراء الكبرى فى إفريقيا‎.‎ سواء كنت تسعى لتطوير منتجات وخدمات جديدة، أو تحتاج إلى ‏إرشاد وتوجيه فى رحلتك الريادية، فأنا هنا لتقديم الحلول والدعم ‏الذى تحتاجه‎. ‎شبكتى الواسعة من أفضل المحترفىن فى جميع ‏أنحاء العالم تتيح لى تقديم قيمة لا مثيل لها لأى منظمة‎.‎ دعونا نعمل معًا لتحقيق أهداف عملك والازدهار فى المشهد ‏الديناميكى اليوم‎.‎ أطيب التحيات، مصطفى المصرى